أحد أهمّ أسرار الصّداقة القديمة والمُستمرّة هو التغاضي والتنازُل , إذ أنّه لا يوجد صداقة على الإطلاق تخلو من العثرات والأخطاء لكن يبقى الفرق في مستوى وشكل الّلوم والتأنيب والمُؤآخذة , السؤال هنا هو هل ذلك الصّديق يستحق التغاضي فعلاً ؟ لتعرف الإجابة جيداً على هذا السؤال استعرض تاريخه معك وتذكّر مواقفه وإيجابيّاته عندها ستُدرك مكانته بالضّبط وتستطيع أن تُحدّد موقعه , ما يجدُر الإشارة إليه هنا هو أن التغاضي يجب أن يكون سِمة متوفّرة لدى الطّرفين حتى لا تتحوّل الأمور مع الزّمن إلى إستضعاف وإستغلال وعلاقة مُهتزّة وغير عادلة , من يُجرّب ميزة التغاضي والإستمرار في العلاقة سيعرف قيمتها جيداً , لأن الإنهاء السّهل للعلاقات يُعتبر أحد أشكال التسرّع والمزاجيّة .