التنمّر الإلكتروني

بدايةً ما هو النصّ المسرحي ؟ هو عبارة عن قصّة مكتوبة حرفياً تشتمل على الأحداث والشّخصيات والحوار وتُقدّم على خشبة المسرح , في حقبة الستينات تحديداً كان التقيّد بالنصّ المسرحي أساسي جداً بحيث لا يُمكن الزيادة عليه بسهولة , وهذا الأمر ربّما سوف يُلاحظه من يحضر إلى عرض مسرحي لعدّة مرات فسوف يجد أن المسرحية تتكرّر بحذافيرها , في الغالب ينزعج كثيراً كتّاب النّصوص المسرحيّة من الإضافة على ما قد كتبوه لأن الإضافة قد تضرّ بالنصّ وبالعمل بشكل كامل , لكن لا يمنع بأن بعض الإضافات النّادرة قد تخدم النصّ أو تُنقذ موقف مُعيّن على المسرح , حالياً نُشاهد على المسرح الخليجي ركاكة في النّصوص وخروج مُستمرّ عن النصّ لدرجة أن مسرحيّة بأكملها قد ترتكز على مجرّد فكرة عشوائيّة وليس نصّا حقيقياً يلتزم به الجميع , في حين أن المسرح قديماً كان يعتمد على وجود (المُلقّن) الّذي يقرأ على الممثّلين من شدّة الحرص على النصّ , وخاصّةً أن التمثيل المسرحي يُعتبر من أصعب الفنون لأنّه مُباشر مع الجمهور فليس فيه إعادة ولا تعديل ولا مونتاج , وحتى على على سبيل الأنظمة فإن الخروج عن النصّ يُعتبر مُخالفة وتعدّي , كما أنّ الإلتزام بالنصّ لا يعني إطلاقاً عدم الإبداع أو تحقيق فكرة الكوميديا وإضحاك الجمهور بل بالعكس فإذا كان النصّ جيداً فإنّه لا يبقى على الممثّل سوى التجسيد الصّحيح والمُقنِع , وأيضاً من المعروف بأن الخروج عن النصّ أحياناً ليس له ضامن لأنّه كلام أو حركات لم تعتمدها الرّقابة الفنيّة في النصّ بمعنى أنّه مُفاجيء للجميع وعلى مسؤوليّة الممثّل فقط .