تتمحور هذه المشكلة النّفسيّة حول فكرة الإفراط بالإهتمام في رأي وإنطباع الآخرين , تلك المُشكلة تكون في الغالب عُقدة قديمة قد اختار صاحبُها الإستسلام إليها والسّقوط تحت براثنها لتُسيطر عليه وتُعطّل الكثير من أموره الحياتيّة .
وبذلك هو يعمل على تضخيمها لتتحوّل إلى غول يفتك به وينال منه , ورغم أن الأسباب قد تتنوّع وتختلف إلاّ أن المُشكلة واحدة أو مُتشابهة في ملامحها , وهُنا غالباً يختار الشّخص العُزلة التامّة واللتي تُعتبر حلاًّ وهميّاً لا قيمة له ولا يُغير من المُشكلة بل قد يزيد منها أو يذهب بها إلى مرحلة أشدّ وأعْقد , وليس معنى ذلك التقليل من الحاجة إلى العُزلة فهي لها أهميّتها كما هي أهميّة الإجتماع تماماً لا يوجد فرق فكلاهُما مُهمّ ولهُ وقتُه , لكن المقصود هو الرّكون الدّائم إلى العُزلة وعدم القُدرة على الإنفكاك والإنفصال عنها , قد يكون للأب أو الأم أو الإخوة دور في المساعدة على حلّ المشكلة والحدّ منها ولكن يبقى أن الدّور الأساسي من الشّخص نفسه فهو المُحرّك الأقوى لحلّ المُشكلة وتغيير مسارها رغماً عنها , كيف يكون ذلك ؟
أوّلاً يجب معرفة بأن أشدّ أنواع الأسلحة في هذا الأمر هو القراءة والإطّلاع الجيّد لأنّها تجعل الشّخص يبدأ في السّيطرة على المشكلة بدلاً من أن تُسيطر هي عليه يعني تبديل أماكن , أيضاً عدم الكفّ عن المُحاولة مهما تكرّر الفشل أو النّقد السّلبي لأن الناس لها الظّاهر فقط , فمن ينجح يُقال عنه ناجح ومن يفشل سيُقال عنه فاشل , بيّنت إحدى الدّراسات بأن 97% من الأمريكيين لا يستطيعون التحدّث أمام مجموعة كبيرة من الناس إذاً هذا الأمر ليس غريباً كما يظنّه البعض وإنّما قد تطرأ عليه بعض المُبالغات والمفاهيم الخاطئة فيتحوّل إلى مشكلة حقيقيّة وسور عالي يصعُب تجاوزُه .