الافتقاد التامّ للوثوق في الآخرين سوف يؤدّي إلى تعطيل الكثير من المصالح ويزيد من الأعباء والمتاعب ، الثّقة في الآخرين يجب أن لا تنعدم لكنّها تبقى نسبيّة بحسب المعرفة والمعاشرة وأيضاً لا تصل إلى درجة الكمال والإطلاق فهذا أيضاً تهوّر ومُجازفة .
كما أنّ الثّقة في الأخرين هي امتداد للثّقة بالنّفس وأيضاً هي ذات منشأ طفولي لأنّها تتكوّن مُنذ سنّ مُبكّرة جداً ، فمن فقدها وهو صغير سيكون من الصّعب عليه إيجادها وهو كبير ، إذاً فقدان الثّقة في الآخرين هي مشكلة في الشخص نفسه وليست في الآخرين .
الانعزال والانفراد يبدو حلاّ لكنّه ليس كذلك ، فلا يُمكن لأحد أن يكتفي بنفسه إلى الأبد ، مفهوم الثّقة قد يختلف فيه النّاس من واقع عقولهم وفهمهم ولكن المهمّ أنّ الغايات والمقاصد مُتشابهه ، ومن يعرف قيمة وأهميّة الثّقة فلن يُفرّط فيها أو يخدشها لأنّها توهب لمرّة واحدة ثم تُغادر وقد لا تعود ، الخلاصة أن إعطاء الثّقة يحتاج أسباباً كما أن نزعها أو عدم إعطاءها يحتاج أسباباً أيضاً وعدا ذلك يبقى الحياد هو سيّد الموقف ، ويصدق في ذلك قول المثل (حرّص ولا تُخوّن) .